قصة “إنك لا تجني من الشوك العنب” ومتى يستخدم
يقال أنَّ صبياً رأى والده يزرع شتلة في الأرض، وإذا به بعد فترة يقطف منها العنب وقد كبرت وحان موعدها، فقام الغلام وزرع شتلة من نبات شوكي، انتظرها لتكبر فيجني منها العنب كما جنى والده.
فلما انتظر ولم يجد إلا الشوك سأل والده عن الأمر، فأجابه:
إنَّكَ لا تجني من الشوك العنب، حيث يستخدم هذا المثل للدلالة على العلاقة بين نتائج الأعمال وأسبابها، وعليه المثل الذي يقول: اللي بيزرع هوا بيحصد ريح، أو المثل القائل: اللي بيزرع بيحصد.
قصة “جوِّع كلبك يتبعك” ومتى يستخدم
أول من قالها ملك من ملوك حِمْيَر، وهي قاعدة سياسية بحتة اتبعها غيره من الملوك، حيث كان الملك الحميَري ظالماً يسلب الناس أرزاقهم ويجعلهم بالكاد يأكلون.
ولم يحفل بالنصح الذي يأتيه من مستشاريه، فلما جاءته زوجته وقد رقَّ قلبها لحال الناس أو خافت منهم؛ فقالت له:
إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد، وإني أخاف أن يكونوا عليك أشياعاً وقد كانوا أتباعاً.
فأجابها الملك:
“جوِّع كلبك يتبعك” وذهبت مثلاً.
قصة “رجع بخفي حنين” ومتى يستخدم
كان حُنَيْن إسكافياً (صانع أحذية) من أهل الحيرة، جاءه أحد الأعراب يريد شراء خفين من عنده، لكنَّ الأعرابي أراد أن يأخذ الخفين بثمن بخس، فبدأ يساوم حُنيناً على سعر الخفين حتَّى فقد الأمل من الجدال ورحل دون أن يأخذ الخفين.
غضب حنين من الأعرابي وقرر أن ينتقم منه، فسبقه في الطريق ورمى أحد الخفين على الطريق، ثم ألقى الخفَّ الآخر بعد بضعة أمتار، وانتظر متخفياً إلى أن وصل الأعرابي إلى الخف الأول فقال: ما أشبه هذا بخف حُنين، لو كان معه الخف الآخر لأخذته.
واستأنف طريقه فإذا بالخف الآخر مرمياً على الطريق فنزل عن ناقته والتقطه، فندم على تركه الأول وقد حصل على الثاني فعاد سيراً ليأخذ الخفَّ الأول، عندها خرج حُنين من مخبأه وأخذ الناقة بما عليها وهرب.
عاد الأعرابي إلى قومه فسألوه: “بما جئتنا من سفرك؟”، فقال: “جئتكم بخفي حُنين”، وجرت مثلاً أن يقال للخائب (عاد بخفي حنين).
قصة “سبق السيف العذل” ومتى يستخدم
أول من قاله هو ضُبَّة بن أَدِّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، كان لضبة ولدين هما سعدٌ وسعيد، أرسلهما خلف الإبل ليلاً لجمعها وقد تفرقت، فذهب الشقيقان خلف الإبل كلٌّ منهم باتجاه.
وبعد مرور الوقت عاد سعدٌ ولم يعد سعيد، حيث لقيه الحارث بن كعب وقتله ليأخذ برديه (كساء مخطط يُلتحف به).
لم يعلم ضُبَّة ما مصير ابنه حتَّى ذهب إلى الحج، فمرَّ بسوق عكاظ حيث رأى الحارث يرتدي بردة ابنه فسأله عنها.
أجابه الحارث أنَّها كانت على غلام رفض خلعها فقتله، أدرك ضبَّة حينها أنّه يقف أمام قاتل ابنه، فقال للحارث: “بسيفك هذا؟!” فأجابه نعم، فطلب ضبة أن يرى السيف، فلما أمسك بالسيف وهزَّه قال:
“الحديث ذو شجون”، ثم ضربه بالسيف حتَّى قتله، ولما رأى الناس ذلك تجمهروا حول ضبَّة وسألوه: يا ضبة… أفي الشهر الحرام؟! فأجابهم: “سبق السيف العذل”، والعذل هو الملام والعتاب، أيَّ أن الأمر وقع فلا مكان للجدال أو العتاب حوله.
قصة مثل “في الصَّيفِ ضَيعتِ اللبن!” ومتى يستخدم
وهذا أيضاً من الأمثال الشهيرة عند العرب، وأصله أن امرأة كانت تعيش مع رجل ميسور الحال لكنه كبير في السن، فاختلفت معه وتطلقت منه وكان طلاقها منه في موسم اللبن.
ثم تزوجت من شاب فتي وجميل لكنه كان ضيَّق الحال، ولما جاء الصيف وأرادت اللبن فلم تجد إلَّا عند زوجها الأول.
لذا أرسلت تطلب اللبن منه؛ فأجابها: “في الصيف ضيعت اللبن”، ويستخدم هذا المثل للدلالة على التسرع باتخاذ القرار والتخلي عن النعمة ثم البحث عنها بعد فوات الأوان.
قصة على أهلها دلَّت براقش “على نفسها جنت براقش” ومتى يستخدم
لهذا المثل قصتين؛ الأولى أنَّ براقش (وهي كلبة) هربت مع أصحابها من بطش العسكر الذين يهاجمون بلدتهم، وبقيت تنبح حتَّى استدل الجند على مكان أصحابها من نباح كلبتهم فقتلوهم جميعاً.
أو قيل أنَّهم اختبأوا ولم يجدهم العسكر، لكنهم تتبعوا نباح براقش حتَّى وصلوا إلى المخبأ.
أما القصة الثانية تحكي سبب تسمية حصن براقش في اليمن بهذا الاسم، حيث أن هذا الحصن كان قوياً منيعاً، وخارج الحصن بئر ماء هو المورد الوحيد لسكان الحصن.
فلما حاصرهم العدو أصبحوا يخرجون خلسة في الليل عبر نفق بين الحصن والبئر ليجلبوا الماء، استمر الحصار فترة لا بأس بها إلى أن عبرت الكلبة براقش النفق إلى البئر لتشرب.
فسمع نباحها العسكر وتبعوها في النفق فتمكنوا من دخول الحصن وفتكوا بأهله.
يستخدم هذا المثل غالباً للدلالة على الأعمال التي تعود على أصحابها بالسوء ويقال في هذه الحالة على نفسها جنت براقش، أو للدلالة على نذير الشؤم ويقال في هذه الحالة على أهلها دلَّت براقش.
قصة “عش رجباً ترى عجباً” ومتى يستخدم
يروي أبو عبيد البكري أن العرب كانوا يقصدون مكة في شهر رجب ويشكون مظالمهم إلى الله عند الكعبة فلا يتأخر عقاب الظالم، ومنها قولهم من باب التهديد: عش رجباً ترى عجباً.
أما القصة الثانية أن الحارث بن عباد بن ثعلبة طلق زوجته بعد أن كرهته، فتزوجت من بعده رجلاً أحبته وأعطته من المحبة والحنان ما لم تعطه للحارث.
فلقي زوجها الجديد الحارث وأخبره أنَّها أعطته من الحب ما يريد، فأجابه الحارث: عش رجباً ترى عجباً.
وقيل أنَّه قال عش رحباً (بالحاء) بمعنى عش طويلاً (عيش كثير بتشوف كثير) والقصد أن الأحوال تتبدل والزمن يغير الناس وطباعهم، فاصبر لترى ما تكون عليه الحال غداً.
قصة المثل “لا ناقة لي فيها ولا جمل” ومتى يستخدم؟
هي قصة الحارث بن عباد الذي رفض المشاركة في حرب البسوس بين تغلب وربيعة، وقد كان سبب الحرب أن كليباً قتل ناقة البسوس.
فقام جساسٌ لقتل جمل كليب لكنه قتل كليباً نفسه، فاشتعلت الحرب بين أبناء العمومة، ولما دعي ابن عباد إلى الحرب رأى أنَّها حرب غير محقة لا لطرف الزير سالم أخو كليب المقتول ولا لطرف مرة ابن ربيعة والد جساس القاتل.
فأبى النزول وقال: لا ناقتي فيها ولا جملي”، فصارت جملته هذه مضرباً للمثل تدل على البراءة من الأمر.